الحقائق.. والشائعات.. في المشهد التونسي
الحقائق.. والشائعات.. في المشهد التونسي
الحقائق.. والشائعات.. في المشهد التونسي
هل يستطيع أحد أن ينكر أن السواد الأعظم من المشهد الإعلامي في تونس موجه... وخاصة منه الإعلام الخاص؟؟؟ ثم أيستطيع أحد أن ينكر أن هناك تعتيما عن عديد الملفات وتراخيا وتجاهلا لقضايا عديدة بقيت بدون إجابات في أذهان المواطنين من قضية القناصة إلى الاغتيالات السياسية إلى العمليات الإرهابية ومن يقف وراءها إلى قضايا الفساد والتهريب... المواطن لم يعد يمتلك الثقة في الإعلام... ولم يعد يمتلك الثقة في الدولة ومؤسساتها لأنه اكتشف بالممارسة والمتابعة زيف ما يروج له في الكثير من الأحيان بل في غالب الأحيان .. وليس آخرها ما تم ترويجه عن حادث إغراق سفية المهاجرين السريين من طرف غافرة سواحل حيث تضاربت الروايات بين شهود العياو والرواية الرسمية وما صدر بالإعلام...
المواطن يريد أن يعرف الحقائق.. ولو في ولمف واحد... الأكيد أن ما عرفته البلاد من تحركات خلال الليالي الماضية لا يمكن أن يقبل أحد بأنها تفسر على أنها حركات عفوية لمجموعات من المواطنين المعبرين عن رفضهم للغلاء؟؟؟.. لأن الكل رأى بأم العين كيف كانت تلك التحركات متناسقة وموجهة بشكل تنفي عنها أي علاقة بالاحتجاجات العفوية... وهذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه التحركات المشبوهة .. المواطن المسكين المغلوب على أمره والذي لم يعد يفهم ما يدور حوله أصبح يشعر أنه مهدد في كل وقت بمثل هذه التحركات التي تهدد أمنه ومورد رزقه ومستقبل أبنائه... ولكن لا أحد يخرج لقدم له حقائق عما يحدث .. رغم ما نسمعه من قبض على أطراف من متورطة من هنا وهناك.. كل ما نراه تحول التهم من الجهات السياسية إلى مؤسسات الدولة .. حيث نرى الأمن يتهم القضاء والقضاء ينفي التهم ونقابات الأمن توجه التهم للسلطة ولأطراف حاكمة بعينها والسلطة تتحدث عن استقلال القضاء وهلم جرا ...
للأسف في بلادنا الكل أصبح يتهم الكل.. ولا وجود لحقائق أو إثباتا.. فقط هي الشائعات من تحكم في كل شيء ...
نذكر جميعا كيف تعرضت سهام بن سدرين لأبشع أنواع التهم... وقبلها المنصف المرزوقي.. ثم شوقي الطبيب... وقيادات النهضة والحديث عن الأموال الطائلة التي نهبوها.. وايخت سمير ديلو..وعمارات الحبيب اللوز..وتعويضات المساجين السياسيين... الكل تلاحقه التهم في هذا البلد... والإعلام يحدثنا عن المثلية الجنسية.. وبعث إذاعة تعبر عنهم.. وحق أمينة فيمن في تعرية صدرها ومؤخرتها... وعن معدنوس الطاهر بن حسين... وخدوجة إلي ربخت المليار... وعيشوشة إلي جابت ولد من عمار...
ألا ترون معي أن الإعلام أيضا أكثر من تعويم المسائل وتسطيحها ... حتى أن التونسي فقد كل خيط رابط للأحداث ولم يعد قادرا على متابعة شيء أو معرفة الغث من السمين أو الصادق من الكاذب.. ولم يعد قادرا على فهم ما يحدث من حوله... وأعتقد أن ذلك ليس بالأمر الاعتباطي وإنما هو سياسة ممنهجة من طرف الإعلام ومن يقف وراءه .. و حتى لا نعمم لنقل من غالبته...
ومثال على ذلك انظر كم التوقيت والمجال الذي خصص للجبهةالشعبية للدفاع عن نفسها مما تم كيله لها من تهم.. فهل تم تخصيص مثل هذه الحيز لبقة الأحزاب و الشخصيات التي توجه لها الجبهة بالذات التهم صباحا مساء وبعد الصباح ويوم الأحد..؟؟؟
أنا أعتقد أنه على الجميع أن يسأل نفسه فيما قصر هو .. وأن يبدأ بلوم نفسه قبل أن يلوم الآخرين حكومة وأحزابا وإعلاما ومؤسسات... من هنا نبدأ التغيير...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق