في 14 جانفي… البعض يحتفل.. البعض يسب ويشتم.. البعض كعادته لا يهتم لشيء..
في 14 جانفي… البعض يحتفل.. البعض يسب ويشتم.. البعض كعادته لا يهتم لشيء..
إلى غاية اليوم لازال هناك من يرى أن ما حدث في تونس كان ثورة بأتم ما في الكلمة من معنى وهناك من يرى أنها مؤامرة على البلد وأنها لم تعد عليه إلا بالوبال والثبور… البعض يمجد… البعض يشتكي ويتذمر والبعض الآخر وهو السواد الأعظم لا يدري ما الذي يجري من حوله…
أنا كنت ولا زلت وسأظل أجزم بأن ما عاشته تونس كان ثورة بأتم معنى الكلمة ولكنها كانت مختلفة عن كل ما كان يعرفه العالم في السابق من ثورات… لقد كانت ثورة تونسية بامتياز في كل خصائصها… ثورة بذهنية وأسلوب تونسي … ثورة عفوية مراوغة… تلاقت فيها العديد من المصالح المتناقضة والمتضاربة ولكنها في لحظة ما كانت ترى أن النظام في تونس آن أوان التخلص منه وتغييره بعد أن تحول إلى ما يشبه المنظمة المافيوزية…
إلى حد اليوم لا نعرف بالضبط ما الذي حدث بكل تفاصيله من 17 ديسمبر 2010 تاريخ إقدام “محمد البوعزيزي” على إضرام النار في نفسه إلى غاية فرار أو التحاق “بن علي” بعائلته على الأراضي السعودية ليلة 14 جانفي 2011… لكن ما يمكن أن نؤكده أن الغالبية الساحقة ممن كان حول بن علي قد باعوه وانفضوا من حوله ليتركوه لمصيره المحتوم “النفي”…
إلى غاية اليوم لا زال الوضع بالبلد شديد التعقيد والارتباك…. فالتصحر السياسية.. وحجم الفساد… وتغلغل عقلية التواكل .. ومقدار العداوات الإيديولوجية والفكرية بين الأطراف السياسية الداخلية … وصعوبة الأوضاع الاقتصادية… وحجم التآمر الذي تعرضت له التورة .. من الأنظمة العربية والقوى الاقليمية … كل هذا زاد من تعقيد الأمور وجعل كل من يصل إلى الحكم يجد نفسه أمام معادلة شبه مستحيلة التحقق تقريبا… هرسلة من الداخل لا تقل حدة عن هرسلة الخارج….
الثورة والحرية كانت طموح أجيال وأجيال من التونسيين وحتى العرب… الكل كان يحلم بالتخلص من ربقة الأنظمة الشمولية الدكتاتورية المقنعة التي كانت تحكم كل المنطقة من المحيط إلى الخليج بالحديد والنار والتي لم تخلف إلا الانحطاط والدمار… التونسيون انقضوا على أول فرصة سنحت لهم وكانت ثورتهم الشرارة التي أتت على الهشيم في كل المنطقة فألهبته…
اليوم ونحن في الذكرى السابعة للثورة لازلنا نراوح مكاننا… وكأن “بن علي ” هرب أو رُحّل البارحة… لازلنا نعيش التخبط والشد والجذب بين أجيال متحفزة للأفضل .. لتحقيق الكرامة الوطنية والحرية الحقيقية واستقلالية القرار والازدهار الاقتصادي والعلمي والقضاء على الفساد والمحسوبية والتخلص من التفاوت الجهوي والطبقي واستشراء النهب والسرقة والتبعية والعمالة…وبين قوى فاسدة تتمتع بخبرة طويلة في الاستفادة من كل التغييرات ولها قدرة كبيرة على توجيه الأمور لصالحها بما راكمته من علاقات داخلية وخارجية وأموال وقدرة على التأثير وهي تعلم أن تحقق التغيير الحقيقي في البلد لن يكون إلا على حسابها وعلى حساب مصالحها التي لا تنتعش إلا في ظل الفساد والانحطاط… هي أيضا تدافع بكل شراسة وبكل ما تمتلك من قوة وأوراق رابحة عن مصالحها حتى تحافظ على هيمنتها ….
المعركة الحقيقية هي هذه… معركة إثبات الوجود… من يسبق الآخر في إثبات وجوده؟؟؟ قوى الردة .. التي وقفت في صف المستعمر ثم تحولت إلى جزء من النظام بعد الاستقلال ثم أصبحت عمودا فقريا لنظام بن علي وهي لن تتنازل عن كل تلك المكاسب المحققة بسهولة… أم القوى الثورية الاجتماعية العفوية ..المترددة والخجولة والمرتعشة نتيجة العديد من العوامل التي سبق ذكرها…
المحزن في الأمر أنه حتى القوى السياسية التي كان من المفترض أن تؤطر وتوجه الجماهير المتعطشة لبناء تونس الجديدة سقطت هي في فخ المتاجرة والبيع والشراء وتصفية الحسابات والتناحر الايديولوجي المقيت… مما زاد الأمر تعقيدا والقوى الثورية الغير ناضجة ارتباكا… لكن المفرح والمبشر بالخير من ناحية أخرى هو النجاح الذي تفرضه قوى الثورة رغم كل هناتها ونقائصها على المشهد العام بالبلاد وقدرتها هي أيضا على التطور والتأقلم بسرعة عجيبة مما جنب البلد الانزلاق في العديد من المهالك التي دبرت لها والحفاض في نفس الوقت على التوازن على الساحة السياسية والاجتماعية في البلاد…
الأمل مازال موصولا بنجاح ثورتنا… فكما أبهرنا الأعداء والمتواطئين من أنظمة العالم مع نظام الفساد النوفمبري قبل أنظمة الشعوب الصديقة والشقيقة.. فإننا كتونسيين قادون على تحقيق النجاح في معركة تخليص البلاد من براثن الفساد والفاسدين والمتآمرين… فقط نحن مطالبون باليقظة ورص الصفوف وعدم التسليم بمكاسب واستحقاقات ثورتنا…
كل عام وأنتم بخير…
كل عام وأنتم تصنعون أمجاد هذا الوطن بإصراركم وطموحكم ووعيكم…
عاشت تونس .. عاشت الثورة ..
أنا كنت ولا زلت وسأظل أجزم بأن ما عاشته تونس كان ثورة بأتم معنى الكلمة ولكنها كانت مختلفة عن كل ما كان يعرفه العالم في السابق من ثورات… لقد كانت ثورة تونسية بامتياز في كل خصائصها… ثورة بذهنية وأسلوب تونسي … ثورة عفوية مراوغة… تلاقت فيها العديد من المصالح المتناقضة والمتضاربة ولكنها في لحظة ما كانت ترى أن النظام في تونس آن أوان التخلص منه وتغييره بعد أن تحول إلى ما يشبه المنظمة المافيوزية…
إلى حد اليوم لا نعرف بالضبط ما الذي حدث بكل تفاصيله من 17 ديسمبر 2010 تاريخ إقدام “محمد البوعزيزي” على إضرام النار في نفسه إلى غاية فرار أو التحاق “بن علي” بعائلته على الأراضي السعودية ليلة 14 جانفي 2011… لكن ما يمكن أن نؤكده أن الغالبية الساحقة ممن كان حول بن علي قد باعوه وانفضوا من حوله ليتركوه لمصيره المحتوم “النفي”…
إلى غاية اليوم لا زال الوضع بالبلد شديد التعقيد والارتباك…. فالتصحر السياسية.. وحجم الفساد… وتغلغل عقلية التواكل .. ومقدار العداوات الإيديولوجية والفكرية بين الأطراف السياسية الداخلية … وصعوبة الأوضاع الاقتصادية… وحجم التآمر الذي تعرضت له التورة .. من الأنظمة العربية والقوى الاقليمية … كل هذا زاد من تعقيد الأمور وجعل كل من يصل إلى الحكم يجد نفسه أمام معادلة شبه مستحيلة التحقق تقريبا… هرسلة من الداخل لا تقل حدة عن هرسلة الخارج….
الثورة والحرية كانت طموح أجيال وأجيال من التونسيين وحتى العرب… الكل كان يحلم بالتخلص من ربقة الأنظمة الشمولية الدكتاتورية المقنعة التي كانت تحكم كل المنطقة من المحيط إلى الخليج بالحديد والنار والتي لم تخلف إلا الانحطاط والدمار… التونسيون انقضوا على أول فرصة سنحت لهم وكانت ثورتهم الشرارة التي أتت على الهشيم في كل المنطقة فألهبته…
اليوم ونحن في الذكرى السابعة للثورة لازلنا نراوح مكاننا… وكأن “بن علي ” هرب أو رُحّل البارحة… لازلنا نعيش التخبط والشد والجذب بين أجيال متحفزة للأفضل .. لتحقيق الكرامة الوطنية والحرية الحقيقية واستقلالية القرار والازدهار الاقتصادي والعلمي والقضاء على الفساد والمحسوبية والتخلص من التفاوت الجهوي والطبقي واستشراء النهب والسرقة والتبعية والعمالة…وبين قوى فاسدة تتمتع بخبرة طويلة في الاستفادة من كل التغييرات ولها قدرة كبيرة على توجيه الأمور لصالحها بما راكمته من علاقات داخلية وخارجية وأموال وقدرة على التأثير وهي تعلم أن تحقق التغيير الحقيقي في البلد لن يكون إلا على حسابها وعلى حساب مصالحها التي لا تنتعش إلا في ظل الفساد والانحطاط… هي أيضا تدافع بكل شراسة وبكل ما تمتلك من قوة وأوراق رابحة عن مصالحها حتى تحافظ على هيمنتها ….
المعركة الحقيقية هي هذه… معركة إثبات الوجود… من يسبق الآخر في إثبات وجوده؟؟؟ قوى الردة .. التي وقفت في صف المستعمر ثم تحولت إلى جزء من النظام بعد الاستقلال ثم أصبحت عمودا فقريا لنظام بن علي وهي لن تتنازل عن كل تلك المكاسب المحققة بسهولة… أم القوى الثورية الاجتماعية العفوية ..المترددة والخجولة والمرتعشة نتيجة العديد من العوامل التي سبق ذكرها…
المحزن في الأمر أنه حتى القوى السياسية التي كان من المفترض أن تؤطر وتوجه الجماهير المتعطشة لبناء تونس الجديدة سقطت هي في فخ المتاجرة والبيع والشراء وتصفية الحسابات والتناحر الايديولوجي المقيت… مما زاد الأمر تعقيدا والقوى الثورية الغير ناضجة ارتباكا… لكن المفرح والمبشر بالخير من ناحية أخرى هو النجاح الذي تفرضه قوى الثورة رغم كل هناتها ونقائصها على المشهد العام بالبلاد وقدرتها هي أيضا على التطور والتأقلم بسرعة عجيبة مما جنب البلد الانزلاق في العديد من المهالك التي دبرت لها والحفاض في نفس الوقت على التوازن على الساحة السياسية والاجتماعية في البلاد…
الأمل مازال موصولا بنجاح ثورتنا… فكما أبهرنا الأعداء والمتواطئين من أنظمة العالم مع نظام الفساد النوفمبري قبل أنظمة الشعوب الصديقة والشقيقة.. فإننا كتونسيين قادون على تحقيق النجاح في معركة تخليص البلاد من براثن الفساد والفاسدين والمتآمرين… فقط نحن مطالبون باليقظة ورص الصفوف وعدم التسليم بمكاسب واستحقاقات ثورتنا…
كل عام وأنتم بخير…
كل عام وأنتم تصنعون أمجاد هذا الوطن بإصراركم وطموحكم ووعيكم…
عاشت تونس .. عاشت الثورة ..
عبد العزيز الرباعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق